في قلب هافانا، وخلال ثلاثينيات القرن الماضي، وُلدت واحدة من أكثر العلامات التجارية شهرة في عالم السيجار الكوبي: مونتي كريستو (Montecristo). تأسست العلامة عام 1935 على يد رجل الأعمال الإسباني ألونسو مينينديز، بعد أن استحوذ على مصنع Particulares. لم تكن هذه البداية عادية، فقد قرر مينينديز أن يجعل من السيجار حكاية تُروى، فاختار اسماً مستوحى من رواية “الكونت دي مونت كريستو” للأديب الفرنسي ألكسندر دوما – الرواية التي كانت تُقرأ يومياً بصوتٍ عالٍ لعُمال مصنع التبغ أثناء عملهم، في تقليد كوبي شهير يُعرف باسم El Lector.
صُمّم شعار مونتي كريستو المميز – ستة سيوف متقاطعة تُحيط بزهرة الزنبق – من قبل الموزع البريطاني John Hunter Morris and Elkan Ltd.، الذي ساعد في تصدير العلامة إلى أوروبا، حيث حظيت بقبول واسع بين النخب والذواقة.
تميزت سيجار مونتي كريستو بجودة تبغها المصنوع يدوياً في كوبا، وبخلطتها المتوازنة التي تجمع بين القوة والنكهة المعقدة. أشهر إصداراتها مثل Montecristo No. 2 وMontecristo No. 4 لا تزال من بين الأعلى مبيعاً حول العالم.
لكن التاريخ لم يكن سهلاً. بعد الثورة الكوبية عام 1959، أُمّمت مصانع السيجار بما في ذلك مونتي كريستو. فرّ مينينديز إلى الخارج، وأعاد تأسيس العلامة في جمهورية الدومينيكان، لتظهر بذلك نسختان من السيجار: واحدة كوبيّة تملكها الدولة، وأخرى دومينيكانية تُنتج للأسواق العالمية غير الأميركية.
واليوم، تظل مونتي كريستو رمزًا للأناقة والتميز، حيث تجمع بين تقاليد الصناعة الكوبية القديمة وروح الحكاية الأدبية التي استُلهمت منها. هي ليست مجرد سيجار… إنها تجربة، وتراث حي يُدخنه عشاق الذوق الرفيع في كل أنحاء العالم.