في بداية التسعينات، لم يكن أحد يتوقع أن السيجار — الذي كان مرتبطًا برجال الأعمال والسياسيين — سيجد بيته الجديد في شوارع بروكلين، لوس أنجلوس، وأتلانتا.
لكن هذا بالضبط ما حدث.
القصة بدأت مع مجموعة من الفنانين الذين لم يكونوا مجرد مغنّين… بل كانوا ظاهرة ثقافية شكّلت ملامح جيل كامل.
Biggie Smalls… الرجل الذي رفع السيجار إلى مستوى جديد
لا يمكن لأي حديث عن علاقة الراب بالسيجار أن يبدأ بدون Notorious B.I.G.
بيغي لم يكن يدخّن السيجار فقط؛ كان يحمله كجزء من شخصيته.
في أغانيه وصوره وكواليسه، السيجار كان رمز الراحة بعد التعب، ورمز القوة في عالم قاسٍ مثل الهيب-هوب في ذلك الوقت.
كان يفضل السيجار الكبير والملتف يدويًا، وغالبًا ما يظهر وهو يحمل سيجار دومينيكاني داكن.
بمجرد أن ظهر بيغي بهذا الشكل، تغيّر مفهوم السيجار عند الشباب:
لم يعد شيئًا رسميًا؛ أصبح رمز “أنا ناجح، أنا وصلت”.
Tupac Shakur… السيجار في لحظات التفكير
توباك لم يكن مدخنًا دائمًا للسيجار مثل بيغي، لكنه كان يستخدمه كرمز.
تجد صورًا نادرة له وهو يحمل السيجار في جلسات الاسترخاء ووقت كتابة الكلمات.
بالنسبة له، كان السيجار حالة ذهن—
لحظة يجلس فيها مع نفسه، بعيد عن ضوضاء الشهرة والصراعات.
هذا الاستخدام “الهادئ” للسيجار أعطى له بُعدًا جديدًا في ثقافة الراب:
السيجار ليس فقط للمظاهر…
السيجار أحيانًا يكون طقسًا للتفكير والهدوء.
Nas… الرجل الهادئ الذي نقل السيجار من الشارع إلى الأناقة
ناس كان مختلفًا عن باقي الرابرز.
لم يكن صاخبًا، لكنه كان مثقفًا وهادئًا، وارتبط السيجار معه بصورة “الرجل الأنيق”.
من يراه وهو يحمل السيجار في حفلاته الخاصة يفهم تمامًا لماذا بدأت طبقة كاملة من جمهور الهيب-هوب ترى السيجار كجزء من الـ Lifestyle الراقي وليس مجرد تباهي.
ناس ساعد على نقل السيجار من ثقافة “الشارع” إلى ثقافة الطبقة الراقية الجديدة داخل الراب.
Jay-Z… النقطة التي تحولت فيها الهواية إلى صناعة
لكن القفزة الحقيقة جاءت مع Jay-Z.
لم يكن سيجارًا فقط…
كان مشروعًا.
جاي-زي دمج بين السيجار، الكونياك، وعالم الأعمال.
بدأ يظهر في الحفلات والمقابلات دائمًا بسيجار فاخر، وتحدث عن السيجار كجزء من حياته اليومية.
ومع نجاحه الجنوني وثرائه، أصبح السيجار علامة على “الفخامة الحديثة”.
من 1994 إلى أواخر التسعينات، تضاعف الطلب على السيجار عشرات المرات، ثم مئات، حتى وصلت زيادة المبيعات إلى 8000%.
مصانع كانت على وشك الإغلاق أصبحت فجأة تعمل 24 ساعة.
عندما أصبح السيجار “لغة الراب”
• في الكليبات
• في جلسات التسجيل
• في الاحتفالات
• في الجوائز
• في صور الألبومات
السيجار أصبح جزءًا من الرسالة البصرية التي تقول:
“نحن جئنا من لا شيء… واليوم نحن الملوك.”
كانت تلك لحظة تاريخية لم تتوقعها حتى أكبر مصانع السيجار.التأثير الذي بقي حتى اليوم بعد 30 سنة، ما زالت جذور تلك المرحلة واضحه•
وهكذا تحوّل السيجار من منتج كلاسيكي متراجع…
إلى رمز عالمي للنفوذ والنجاح، بفضل جيل من الفنانين
1 فكرة عن “الراب و السيجار”
Nice